أهم المحطات في حياة الشاعر الراحل كريم العراقي

 كريم العراقي 

الشاعر العراقي " كريم العراقي " 

أهم المحطات في حياته:_



من الشعراء العراقيين المعاصرين يُسمى"  كريم عودة " ، كنيته أبو ضفاف ولد في مدينة بغداد بالعراق في الثامن عشر من فبراير( 18) لعام ألف وتسعمائة وخمسة وخمسون (1955) م وتوفي في مدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة في الأول من سبتمبر لعام الفين وثلاثة وعشرين (2023 ) م يعود سبب الوفاة لإصابته بمرض السرطان الذي قد أعلن عنه في تصريحات صحفية سابقة عن ألمه وفقدانه للبصر في إحدى عينيه ومن أشهر أشعاره قصيدة لا تشكو للناس جرحًا انت صاحبه.



لا تَشْكُ للناس جُرْحًَا أَنْتَ صَاحِبُهُ

لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ


شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ

ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ


فالهمُّ كالسّيْلِ والأحزان زاخِرَةٌ

حُمْرُ الدَّلائلِ مَهْمَا أهْلُها كَتمُوا


فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ

عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ


وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ

أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ


هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرَتْ وَطَنا

أم التّعازي بَدِيلٌ إنْ هَوَى العَلَمُ


مَنْ يُنْدبُ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمّتِهِ

لَا عِينَ لِلَحْظِ إنْ لَمْ تُبصرِ الْهِمَمُ


كَمْ خَابَ ظَنّي بِمنِ أهديته ثِقتَي

فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَم


كَمْ صُرْتُ جِسْرًا لمَن أحببتهُ فَمَشَى

عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّت بِهِ قَدَمُ


فَدَاسَ قَلْبي وَكَانَ القَلْبُ مَنْزِلهُ

فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ


لَا الْيَأسُ ثَوْبي وَلَا الأحزان تَكْسِرُني

جُرْحَي عَنِيدٌ بلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ


اِشرب دمُوعك واجْرع مُرَّهَا عَسَلًا

يغزو الشُّموعَ حَريقٌ وهِيَ تَبتَسِمُ


والْجِم هُموْمَكَ واسْرِج ظَهْرَها فَرَسًَ

وانهض كسيْفٍ إذا الأنصالُ تَلْتَحِمُ


فالْخَيْرُ حَملٌ ودِيعٌ خَائِفٌ قَلقٌ

وَالشَّرُّ ذِئْبٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ نَهِمُ


كُنْ ذَا دَهَاءِ وَكُنِ لِصًّا بِغَيْرِ يَدٍ

تَرَى الْمَلَذَّاتِ تحتَ يَدِيكَ تَزْدَحِمُ!


فالْمَالُ وَالْجَاهُ تِمْثَالَانِ مِنْ ذَهبٍ

لَهُمَا تُصلِي بِكُلِّ لُغاتِهَا الأُممُ


شَكَوَاكَ شَكْوَايَ يَا مِن تَكْتَوِي ألْمًَا

ما سال دَمْعٌ عَلَى الْخَدَّيْنِ سَالَ دَمُ


وَمِنْ سِوَى اللهِ نَأْوِي تَحْتَ سِدْرَتِهِ

وَنَسْتَغِيثُ بِهِ عَوِّنَا وَنَعْتَصِمُ


كُن فَيْلَسُوفًَا ترى أنَّ الجميعَ هُنَا

يتقاتلون على عَدَمٍ وهُم عَدَمُ.

 

السيرة الذاتية :_ 

ولد في (العراق) تحديدًا بمحلّة الشاكرية الواقعة بكرادة مريم بالقرب من الكرخ بمدينة بغداد.


حصل على دبلوم في علم النفس وموسيقى الأطفال وذلك بمعهد المعلمين في مدينة بغداد بالعراق.


اشتغل كريم العراقي مُعلمًا في عدة مدارس ببغداد لسنوات وبعد ذلك أصبح مُشرفًا مُتخصصًا بكتابة الأوبريت المدرسي.


دخل في مجال الكتابة والنشر مُبكرًا حينما كان طالبًا بالمرحلة الإبتدائية في عدة مجلات بالعراق مثل:

 ( مجلة الراصد، مجلة الشباب، مجلة المتفرج، مجلة وعي العمال، مجلة الإذاعة والتلفزيون بجانب مجلة ابن البلد). 


كتب في الكثير من المجالات مثل الأوبريت والشعر الشعبي والمقالات الصحفية بالإضافة إلى الأغنية والمسرحية واهتم بالأدب والثقافة العامة فقد ظهر نبوغه في الشعرِ مُنذ المرحلة الإبتدائية.


ترك كريم العراقي موطنه العراق مُرتحلاً إلى تونس في بداية فترة التسعينات مع الكثير من الأدباء والفنانين والمُثقفين العراقيين الذين غادروا في تلك المرحلة.


تميزت قصائده ببث روح الحماس والتفاؤل في قلب الجنود العراقيين لمقاومة العدو الإيراني، بجانب كتابة العديد من المسرحيات التي تناقش الحرب ما بين العراق وإيران.


أقام في مدينة سوسة بتونس لسنوات في فترة التسعينات وبعد ذلك رحل عن تونس وتنقل في العديد من الدول العربية إلى أن في دولة الإمارات العربية المتحدة.


اشتغل مُحررًا فنيًا لسنواتٍ عديدة بمجلة (فنون العراقية) كما عمل مُحررًا صحفيًا في الكثير من المجلات العربية بالإمارات ومصر والسعودية بجانب كونه عضوًا بجمعية المؤلفين وناشري المُوسيقى العالمية.



أهم أعماله ومؤلفاته:_



نشر ثلاث روايات للأطفال بعنوان " الشارع المهاجر " بجانب رواية " الخنجر الذهبي " ورواية " كسل وبغلته الرمادية".

كتب في مجال الشعر الشعبي العراقي ديوان " للمطر وأم الضفيرة " في عام 1974م بمدينة بغداد.


كتب ديوان في القصائد الشعرية للأطفال " سالم يا عراق ".

نشر في باب الحكايات الشعبية " ذات مرة ".


قام بإعداد وتقديم برنامج تلفزيوني بعنوان " في ضيافة الأغنية ".


كتب الكثير من المسرحيات مثل مسرحية " ياحوته يامنحوته"، مسرحية "يقظة الحراس"، مسرحية " عيد وعرس "، مسرحية "دنيا عجيبة".


كتب قصة وسيناريو وحوار الأفلام الآتية:( مخطوبة بنجاح ساحق)، ( عريس ولكن )،( افترض نفسك سعيدًا) بجانب فيلمًا للأطفال بعنوان ( الخياط المرح ).


أصدر كتابًا بعنوان ( أغاني وحكاياتها ) الجزء الأول، بجانب مجموعة قصصية قصيرة تحمل اسم (حكايات بغدادية) وسلسلة تلفزيونية بعنوان ( مناجاة للواحد الأحد ) تم تقديمها على راديو وتلفزيون العرب.


قدم الكثير من الألبومات الغنائية مثل:

ألبوم " ها.......حبيبي" الذي يحتوي على 17قصيدة.


ألبوم " دللول " والتي قامت شركة روتانا بإنتاجه.


ألبوم " هنا بغداد " الذي صدر في دبي بيونيو عام 2009م.


ألبوم " يا شاغل الفتيات ".



كتب العديد من القصائد الشعرية التي تحولت فيما بعد لأغاني طربية قدمها العديد من مطربي العالم العربي فكانت البداية في عام 1974م حينما كان طالبًا بالمرحلة المتوسطة 

بأغنيتين للأطفال وهما " يا خالة يالخياطة " و "الشميسة".


 ثم تابع تقديم  الأعمال الناجحة مثل:_ 


" دار الزمان ودارة"، "جنة...جنة"، "عرفت روحي أنا" ،"عمي يبو مركب"، "وي هلة"،  "هلة بيك"،  "تهانينا يا أيام"،  "يا أمي"،  "خيرتك حبيبي"،  "الشمس شمسي والعراق عراقي".


بدأت رحلته مع المطرب العراقي الشهير ( كاظم الساهر ) حينما كان في الجيش وبدأ أول تعاون ثنائي بينهما بتتر مسلسل "  ناس وناس "، " معلم على الصدمات قلبي "، " شجاهه الناس "، " افرح ولا تحرموني منه " فقد كتب له العديد من الأغاني التي تجاوز عددها ( 70 ) أغنية.


تعاون مع العديد من المطربين في الفترة التي قضاها في القاهرة مثل ( محمد منير، ديانا حداد، أصالة نصري، فضل شاكر، صابر الرباعي، عمر العبدللات، سميرة سعيد، هاني شاكر) بالإضافة إلى العديد من المطربين العراقيين مثل ( ماجد المهندس، رضا العبد الله، رضا الخياط، عادل مختار ).


 

بعام 2005 م قام بتسجيل شريط كاسيت بأداء صوتي متميز مع عزف العود  تحت عنوان (دللول) وهو عنوان أشهر قصيدة بالمجموعة وذلك بالتعاون مع شركة روتانا.


قصيدة (دللول )  للشاعر العراقي " كريم العراقي " 

غالي الوطن يمه
تفرج يبه
شما رادت تطول 
من اليمن 
للبحرين 
للصين للقاهرة لبيروت 
للمغرب 
للسودان للجزائر 
هبت ملايين الملايين
هبت مثل ما هبت الريح 
الله يحرسك يا عراق 
الله يحرسك يا جريح
يالماشفت راحة بحياتك
من فتحت عينك ولليوم 
فتن وحروب مطوقاتك 
يابو المأسي اتوكل كوم
طايح عقل من رادك اتطيح 
وانت البحر والشمس والريح 
لليوم ما مات الحسين
ولليوم ما مات المسيح
دللول 
غالي الوطن يمة
تفرج يبة
شمارادت طول
يقولون اغانيكم حزينة 
هو احنا يا عمي شبيدينا
من ادم ولليوم واحنا
دم دنيا تمطر علينا
كل يوم فايض علينا طوفان 
كل يوم غركانة السفينة
اتوارثنا من نوح السفينة
وفوك الخناجر نمشي حفاي
واتغنى عزة نفس بينا
دللول 
غالي الوطن يمة 
تفرج يبة

الجوائز الحائز عليها:_ 



  • فاز بجائزة ( الأمير عبد الله الفيصل)  العالمية في  عام ( 2019) م.


  • نال جائزة من  منظمة اليونسيف العالمية  عن أحسن أغنية إنسانية وذلك  بقصيدة " تذكّر" التي كتبها وقام بتلحينها وغناها المطرب العراقي (كاظم الساهر).


وفاته :_  


توفّي الشاعر العراقي الكبير " كريم العراقي" في الأول من سبتمبر لعام 2023م بإحدى  مُستشفيات مدينة (أبو ظبي) في الإمارات العربية المتحدة عن عمر ( 68) سنة.


نعاه الرئيس العراقي ( عبد اللطيف رشيد ) بجانب رئيس الوزراء ( محمد شياع السوداني) وأشار إلى ضرورة نقل جثمانه للعراق كي يُدفن في موطنه.



أشهر قصائده:_





الشمس شمسي والعـراق عراقي.......... ما غيّر الدخلاء من أخلاقي



داس الزمان على جميع مشاعري......... فـتفجر الإبداع من أعماقي

أجريت في الصخر العقـيم جداولا...... وحملت نور الله في أحداقي

أنا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي....... ووصية الفقراء فوق نطاقي

قـدري بأن كل الحروب تجيـئني...... مجنونة تسعى لشـد وثاقي

فمن السيوف الى الرصاص مدائني ....ذابت من الإحراق والإغراق

ومن الشموع الى الدموع حبـيبتي.........محفوفة بخناجـر السـرّاق

وأنا الجـميل السـومري البـابلي...........كانت يدي قيـثارة العشـاق

ملأت فضاءات الوجـود قصـائدي......حتى كأن الشعر صوت عراقي

وتحـالفت كـل العـصور لمقـتلي.......فأغضتها بتمـاسكي الخـلاق

وتـذمرت وإستـأسدت وتفرعـنت.......فحملتها جبـلا على الأعـناق

اسمع صهبل الحـزن بين مفاصلي......أضحى صديقي..كنيتي..ميثاقي

هـربت طيوري حين ضاع أمانها..........فـكأنـني شجــر بلا أوراق

لكـنما هـمس العراق بمـسمـعي......يفنى الأسى وجبين عزك باقي

الشـمس شمسي والعـراق عراقي........ما غيـر الدخلاء من أخـلاقي






تعليقات